أبدل وبدّل واستبدل

[~ | Mazaj]

من الأخطاء الشائعة في استعمال الأفعال (أَبْدَلَ) و (بَدَّلَ) و (اسْتَبْدَلَ) ؛ إلحاقُ حرف (الباء) بالأمر اللاحق ، والصواب إلحاقه بالسابق .

وحتى تتضح الفكرة نقرأ قوله تعالى : (قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْر) ، فإن بني إسرائيل قد سألوا موسى - عليه السلام - أن يدعو الله لينبت لهم البقول وهي أدنى رتبةً غذائية من المن والسلوى ، فسألهم موسى هذا السؤال الاستنكاري .
ويتضح من الآية الكريمة أن اللاحق هو (الأدنى) ، والسابق (الخير) أو الأَخْيَر .

وفي قوله تعالى : (وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ) ، فأهل سبإٍ لما أعرضوا عن أمر الله غَيَّرَ حالَهم من الأحسن إلى الأسوأ .
ويتضح من الآية المباركة أن السابق هو (الجنتان اللتان كانتا لهم) واللاحق هو (الجنتان ذواتا الأُكُلِ الرديء) .

وإذن فإذا ما قرأنا عبارةً مثل : سأستبدل وحدة التكييف بأخرى جديدة ؛ علمنا أن الصواب : سأستبدل بوحدة التكييف أخرى جديدة .
وإذا كنت عزيزي القارئ ممّن يقع في هذا الخطأ ؛ فلا تُكْثِرْ من لوم نفسك وتقريعها ؛ فهذا أمير الشعراء أحمد شوقي - رحمه الله - قد قال :
أنا من بَدَّلَ بالكُتْبِ* الصِّحَابا *** لم أَجِدْ لي وافياً إلا الكتابا
فجعل اللاحق (الصِّحاب) والسابق (الكتب) ؛ وهو يعني العكس تماماً . وهذه من زلات الشعراء ، ولكل جواد كبوة ولكل صارمٍ نبوة .


* تسكين التاء في هذه الكلمة ليس للضرورة الشعرية ؛ بل هي لغة فصيحة ، وفي إحدى القراءات (كلٌّ آمن بالله وملائكته وكُتْبِهِ ورُسْلِه) .

الكاتب: فيصل الماجد 03-09-2012