نحن مع غزة
قديم 10-09-2012, 12:21 AM   #31
أبو يقين

.|[ رفـحآوي أصـيل ]|.
 
الصورة الرمزية أبو يقين
Real Madrid For Ever

قوة السمعة: 452 أبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond repute

افتراضي رد: مكتبة الأديب الفلسطيني الشهيـــد // غســــان كنفاني

ماذا كتبت مجلــه الكاتب الفلسطيني عن غسان كنفاني؟


:غسان كنفاني
صحافي يبحث عن فلسطين
ظل يتوهج، ويتوتر، حتى انفجر

للصحافة في كل عصر، وفي كل بلد، <<مدرسة>> يتخرج منها صحافيو ذلك البلد البارزون، في فترة ما. فصحافة فرنسا في الخمسينيات والستينيات مثلا تخرج صحافيوها البارزون من أجواء معركة تحرير فرنسا من جحافل هتلر. ففترة الاحتلال الألماني لفرنسا، كانت هي المدرسة الوطنية والسياسية الكبرى التي فرزت <<المقاومين>> عن <<المتعاونين>> في كل الميادين، بما في ذلك ميدان الصحافة. وعلى أساس هذا الفرز، ألغيت امتيازات صحافية قديمة، وصدرت امتيازات جديدة. فكان فرسان الصحافة الفرنسية الجديدة في الجمهورية الرابعة، بالذات، هم من فرسان المقاومة الفرنسية الوطنية ضد الاحتلال النازي.
وعلى نفس المنوال، بشكل أو بآخر، كانت الصحافة العربية تتلقى فرسانها البارزين في كل فترة من ساحة من الساحات. ففي فترة كان تيار الصحوة القومية المبكرة، في أواخر أيام الإمبراطورية العثمانية هو الذي يغذي الصحافة العربية بفرسانها البارزين. وفي فترة تالية، كانت المعارك الأدبية والفكرية هي المدرسة التي يتدفق منها الكتاب على الصحافة. وبعد ذلك، كانت معارك الاستقلال ضد فرنسا وإنكلترا، هي التي وضعت بصماتها على الصحافة والصحافيين، سواء في ذلك <<المقاومون>> منهم أو <<المتعاونون>>.
وفي أواخر الخمسينيات، كان الشباب العربي الذي وصل الى أواخر العقد الثاني أو أوائل العقد الثالث من عمره، قد تشرب في عقله وإحساسه وجلده، سلسلة من الأحداث التاريخية الكبرى المتناقضة. ففي الوقت الذي تشرب فيه بدرجة أو بأخرى، ذكريات فقدان الوطن، بعقل عجز الحكام عن مجرد التفكير بتحدي السلطة الأجنبية، رأى بأم عينيه، وسمع ملء أذنيه، وعايش بكل أحاسيسه، الحاكم الذي يقول للاستعمار لا، في قضايا بالغة الحساسية، وينجح، مرة في تجسيد آراء الجماهير الكادحة البسيطة، ومرة في فرض هذه الإرادة فرضا نهائيا ثابتا.
وبينما كانت الوحدة العربية بالنسبة للأجيال السابقة أناشيد تردد في المدارس، قدر لجيل الخمسينيات أن يسير في مواكبها، ويرافق أيامها وسنواتها التاريخية، لحظة بلحظة.
لقد لخص أحد أبناء جيل ما قبل الخمسينيات الكثافة والعمق الوجداني لهذه الفترة الفريدة في التاريخ العربي المعاصر، بقوله لولده ما معناه: <<يا ولدي، لقد كان الواحد منا مقهورا بالذل أمام الأجنبي، لدرجة أنه كان مستعدا ليدفع عمره ثمنا ليوم عز واحد. وها أنتم تعيشون وقفات العز، يوما بعد يوم، وسنة بعد سنة. ليتكم عانيتم بعض ما عانينا، لتعرفوا قيمة ما أنتم فيه اليوم>>.
صحافة الخمسينيات والستينيات
من هذه الأرض الرجراجة الفوارة الواعدة، انطلقت جحافل جيل الخمسينيات والستينيات من الشباب العربي، في حلقة مرارة الماضي، وفي يديه زمام الحاضر، وأمام عينيه كل احتمالات المستقبل. من هنا كان أبناء هذا الجيل ينطلقون في صفوف تميزها الحماسة، قدر ما تميزها الفوضى، ويميزها الإصرار قدر ما يميزها الاندفاع، ويميزها الحب الكبير للمستقبل قدر ما يميزها البغض الكبير للماضي، يميزها التسامح كما تميزها الحدة. فهو جيل لديه كلام كبير بقوله، وعواطف كبيرة يعبر عنها، ولكن أدواته ما تزال بدائية، طرية العود. يريد أن يحتضن الدنيا بأسرها، ولكن ذراعيه صغيرتان. يريد أن يركض بأقصى سرعته، ولكن قوى الشر كانت قد زرعت طريقه، سلفا، بكل أنواع الألغام، المنظور منها وغير المنظور. بين صفوف هؤلاء المندفعين، كان شاب نحيل العود مشدود العصب متوتر المزاج. هاجر مع من هاجروا من فلسطين واستقر فترة في دمشق، يدرس ويدرّس، وسافر مع من سافروا الى الخليج (الكويت) طلبا للرزق، واستقر، أخيرا، مع من استقروا في بيروت، حيث ميدان التحدي فسيح أمام كل من يجد في نفسه القدرة على اقتحامه، وإيجاد موطئ قدم فيه.
في هذه الفترة، كانت الصحافة اللبنانية (أو بتعبير أدق الصحافة في لبنان) تشهد طفرة جديدة، بعد أن كانت صحافة العهد الاستقلالي الأول قد أعطت كل ما عندها، وبدأت نجومها تخبو، نجما بعد آخر، وبدأت قدراتها وتطلعاتها أعجز من أن تستوعب المد العارم، الذي أغرق إمبراطوريتي الاستعمار القديم (فرنسا وبريطانيا) في مياه السويس، فانفتحت أبواب الصحافة أمام الجيل الجديد المندفع المتلهف، الذي يحس أنه، أخيرا، أمسك بمصير أمته بين يديه.
هذه الفترة الصحافية تميزت بنوع من الصحافيين كان غسان كنفاني نموذجا متألقا من نماذجهم.
كانت الصحافة، في لبنان بالذات، تمر بمرحلة وسطى بين الكتابة الذاتية المطلقة، حيث اسم الكاتب هو عنوان المقال الصحافي، وانطباعاته الشخصية عن أي شيء هي المادة الصحافية الرئيسية، وبين الكتابة المتخصصة، التي نعرفها اليوم، حيث نجد التخصصات المتعددة حتى في إطار الموضوع الواحد، ففي المقال السياسي، تتفرع التخصصات بين السياسة المحلية، والسياسة العربية والسياسة الدولية.
في هذه الفترة المتوسطة، كانت ملامح الكتابة المتخصصة قد بدأت تظهر في صفحات الصحف اليومية والمجلات، ولكن أطقم الصحافيين المتخصصين لم تكن قد اكتملت بعد، لذلك كان مكتوبا على الصحافي الذي يريد أن يلمع، في ذلك الوقت، أن يكون له من ثقافته، ومن حرارة انفعاله، ما يؤهله ليصول ويجول في أكثر من ميدان من ميادين الكتابة الصحافية، ثم ما يؤهله للقدرة على ملء أشداق المطبخ الصحافي، الذي لا يشبع، بأغزر ما يكون من المادة، وأقصر ما يكون من الوقت.
لا حدود بين الأدب والسياسة
وسط كل هذه الخلفيات السياسية والاجتماعية والمهنية، كانت نقطة انطلاق غسان كنفاني في مجلة الحرية، يكتب في السياسة، وفي الصحافة الأدبية.
لم يكن قد تخرّج من أكاديمية لفنون الإعلام، شأنه شأن كل فرسان الصحافة من أبناء جيله، كانت القضية، هي الأكاديمية التي قذفت به الى الصحافة، من هنا كانت الصحافة عنده هي القضية، فهو يكتب أي شيء تدفعه القضية الى طرحه على الورق، بعد ذلك لم يكن الشكل يحدد سلفا، بل كانت الأفكار هي التي تختار الشكل عفويا، مرة يكون الشكل قصة، ومرة يكون مقالا سياسيا، ومرة يكون مقالا أدبيا نقديا. كان يبحث عن أقصر طريق الى فلسطين ويرى هذا الطريق في ألف شكل وشكل.
منذ تلك المرحلة المبكرة، كانت كل بذور شخصية الجيل الجديد من الصحافيين العرب تنفتح تحت سن قلم غسان كنفاني، فهو صحافي حياة، يكتب في كل المواضيع، وهو صحافي مقاتل، يعبّر عن رأيه وهو يشهر سيفه في وجه الآراء المضادة، وخاصة تلك الآراء الدخيلة، التي تبذر بذور الاستعمار الثقافي بين سطور عربية الشكل، عربية القلم.
ولعل أبرز ما يختصر الروحية الصحافية التي كان غسان كنفاني قد بدأ يكونها لنفسها، في تلك الفترة المبكرة، قصته المشهورة مع دعوات الشعر الحديث، التي كان أحد التيارات الفكرية والأدبية في بيروت يقدمها مصحوبة بنظرة مقال واحتقار للأدب العربي (قديمه وحديثه)، بل وانطلاقا لدى البعض من جهل كامل بعظمة تراث الشعر العربي، الذي قال عنه أراغون، أحد أعظم الشعراء المعاصرين في العالم، انه ربما كان أهم شيء في التراث الشعري العالمي.
ويومها قام غسان كنفاني بالاشتراك مع معن زيادة (الدكتور في الفلسفة حاليا، وأستاذ الفلسفة في الجامعة اللبنانية)، بتركيب كلام عشوائي على شكل قصيدة من <<النثر الشعري الحديث>>. لم يقصدا التعبير عن أي معنى. وأرفقا نص <<القصيدة الخنفشارية>> برسالة الى المسؤول عن الصفحة الثقافية في جريدة كبيرة، كان يمثل ويرعى ويشجع هذا التيار المحدود من الدعوة للحداثة المتوازية مع السخرية من العرب، واعتبار العرب مغلقين على الحداثة. وكانت الرسالة مثل <<القصيدة>> مذيلة بتوقيع اسم وهمي، ادعى كنفاني أنه لشاب سوري من الذين يعانون من <<حكم الوحدة>> (أيام قيادة عبد الناصر لتجربة الجمهورية العربية المتحدة بين سوريا ومصر)، وأن هذا القهر يمنعه من الجهر بآرائه في الأدب، ونشر إنتاجه من <<الشعر الحديث>>، فما كان من رئيس تحرير الصفحة الأدبية المذكورة، إلا أن نشر القصيدة بترحيب شديد، مع مقدمة تعتبرها نموذجا من الأدب الجيد الذي يعيش أسيرا داخل أسوار الأنظمة الدكتاتورية، ومع اعتبار الصفحة الأدبية لتلك الصحيفة ملاذا لكل أدب حديث متمرد.
كانت الفضيحة واضحة الدلالات والمعاني، فما كان من غسان كنفاني (ومعن زيادة) إلا أن أكمل حلقاتها، فكتب مقالا، في مجلة <<الآداب>> البيروتية، روي فيه تفاصيل القصة من أولها الى آخرها.
طبعا، لم تكن روح الحداثة والدعوة للشعر الحديث هي ما أراد كنفاني تعريته وكشف زيفه، في هذه المعركة الأدبية البالغة الطرافة والسخرية، بل تلك الدعوات المشبوهة للحداثة، التي تمتزج بالتشكيك بالشخصية الأصيلة للأدب العربي. ولم يكن كنفاني بحاجة الى دليل على أنه يفرق بين حداثة أصيلة وحداثة مزيفة، فقد كان أدبه القصصي، بعد ذلك، أحد أروع نماذج القصة القصيرة، في الأدب العربي المعاصر، بل أحد النماذج التي كانت تفيض روح الحداثة، شكلا ومضمونا.
ولم تغفر تلك الصحيفة، ولا صفحتها الأدبية لغسان كنفاني هذه الفضيحة المدوية. فقد بقيت وهي التي وصفها الشهيد طلال رحمة في بحث صحافي طويل مشهور ب<<المافيا الثقافية>> تتجاهل أدب غسان كنفاني، حتى عندما وصل الى مستوى قال عنه الناقد الكبير محمود أمين العالم على صفحات المصور، عند صدور مجموعة <<عالم ليس لنا>>: انه أحد أهم نماذج القصة القصيرة في الأدب العربي المعاصر. مع أن هذه الصحيفة، وصفحتها الأدبية كانت تهتم أحيانا من باب ادعاء الروح الديموقراطية بنماذج أدبية لا تتفق أبدا مع إيديولوجيتها السياسية والثقافية، إلا أن هذه الصفحة بقيت برغم ذلك مغلقة على ذكر غسان كنفاني وأدبه.
أصغر رئيس تحرير
بعد ذلك، وما إن انتقلت صحيفة المحرر من شكلها الأسبوعي، الذي صدرت فيه أولا، الى شكلها اليومي، الذي عرفت به بعد ذلك، حتى كان غسان كنفاني وهو دون الثلاثين أحد أصغر رؤساء تحرير الصحف اليومية العربية، بل ربما أصغرهم.
ومع طاحونة العمل في الصحافة اليومية، تبلورت كل مواهب غسان كنفاني الصحافية والكتابية، وتكشفت معها مزية جديدة، هي مزية الجلد والغزارة.
ومرة أخرى كانت الأفكار هي التي تحرق غسان بالمعاناة، أما الأشكال، كل أشكال الكتابة، فقد كانت بالنسبة له أشبه باللعبة، يترك واحدة ليلهو بالأخرى، أو يلهو بأكثر من لعبة في آن. وأذكر أنني سألته في أول أيام مزاولته الصحافة اليومية، في موقع رئيس التحرير، رأسا ومن غير أية خبرة سابقة في هذا المجال: <<ألا تجد صعوبة في كتابة الافتتاحية السياسية يوميا>>. فكان رده: <<لم أفكر في الأمر مرة واحدة، فالأفكار بالنسبة لي هي الأفكار، كل ما هنالك أنني مقبل على شكل جديد من أشكال الكتابة، أعتقد أنني سأعتاده، وسيعتادني>>.
كانت كل الظروف تشق الطريق سهلاً أمام مواهب غسان كنفاني الأدبية والصحافية، فالمد القومي التقدمي كان في عز اندفاعه، والصحيفة، التي ترأس غسان تحريرها شابا يانعا، كانت تملك جيشا كبيرا من المحررين المتطوعين (غير محرريها المحترفين) هم رفاق غسان في حركة القوميين العرب. وراية عبد الناصر، التي رفعت المحرر لواءها عاليا في ذلك الوقت، كانت في عز تألقها.
لم يترك غسان في المحرر لونا من ألوان الصحافة لم يمارسه: كتب الافتتاحية السياسية، والمقال السياسي الطويل، والخواطر الوجدانية، التي تختلط فيها السياسة بالمشاعر الشخصية، والنقد الأدبي والثقافي، وخاض المعارك السياسية الحزبية المباشرة اليومية، وبرع في كتابة الفكرة اليومية الساخرة الخاطفة.
وفي المحرر نفسها، مارس غسان عملية التعريف بأدب المقاومة في الأرض المحتلة، فكان يحيط نصوص هذا الأدب بمقدمات من التشويق زادت من اهتمام الناس بها (إضافة الى قيمتها الفنية والسياسية الذاتية في ذلك الوقت). كذلك أشرف غسان كنفاني، مع كل هذا المجهود الواسع، وعلى استمراره في تطوير فنه القصصي، على إصدار ملحق فلسطين، الذي ربما كان ثاني مجلة فلسطينية متخصصة، ولكنه، حتما، أول مجلة فلسطينية متخصصة ناجحة، قدر لها أن تستمر طيلة استمرار غسان في رئاسة تحرير المحرر.
أقصر طريق إلى فلسطين
عندما أنهى غسان كنفاني عمله في المحرر، في أعقاب نكسة 1967، كان يتنازعه تياران: فهو الصحافي والأديب الذي تسلق سلم الشهرة بسرعة كبيرة، في بيروت المتلألئة بالأنوار البراقة التي تخطف الأبصار، وهو المناضل الفلسطيني الذي لم تفارق الحرارة والحماسة المتلهفة نفسه وكتاباته، ولكل من هاتين الشخصيتين طريقها وأسلوبها اللذان لم يعد سهلا الجمع بينهما بعد 1967. وبيروت لا ترحم، إنها أبرع من يمارس مع ضحيته لعبة التمويت البطيء بالإغراء، إذا رأت فيه أي ضعف.
وقضى غسان فترة الحيرة هذه كاتبا سياسيا في جريدة <<الأنوار>>، ولكنها كانت أقل فترات غسان الصحافية تألقا وثباتا. الى أن أتاحت الظروف لمجلة الهدف الصدور، ناطقة بلسان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فلم يتأخر غسان في الاختيار.
ولكن جو النكسة كان قد فجّر كل مكامن المرارة في النفس العربية، فكيف إذا اختلطت المرارة بالتوتر المتلهف، الذي أصبح يخشى أن تكون العودة الى فلسطين قد بدأت تتحول من هدف الى حلم وأن تكون الطرق إليها قد أصبحت تطول، شيئا فشيئا.
غير أن الحديث عن تلك المرحلة من حياة غسان كنفاني لا يكتمل إلا بإفراد أسطر قليلة لشخصية <<فارس فارس>>، فقد كان غسان المقاتل، يترك زاوية عزيزة في نفسه لغسان الأديب وغسان الصحافي، وبما أن غسان كان قد نذر اسمه الصريح لفلسطين، فقد استعار لنفسه اسم <<فارس فارس>>، وزوده بكل ما في نفسه من سخرية ونظرة نفاذة لماحة، ومعايشة طويلة لأجواء الأدب والأدباء، والنشر والناشرين، ودهاليز هؤلاء وأولئك، وكان الاسم المستعار يعطي غسانا أكثر من مزية، أهمها تمكنه من الاختباء وراءه، لإطلاق العنان لسخريته اللاذعة، ومعرفته العميقة بأجواء الأدب والنشر، بعيدا عن ضرورات المجاملة والمسايرة، فكتب تحت هذا الاسم مجموعة من المقالات النقدية الأدبية الحارة والصادقة، التي تركت وراءها، حتى اليوم، فراغا لا يعوّض في صحافة بيروت الأدبية، ونكهة في النقد الأدبي ليس من السهل استعادتها على صفحات جرائدنا ومجلاتنا.
من هنا عاد غسان، وهو في أوج تألقه ككاتب صحافي، وككاتب قصة قصيرة، وكناقد أدبي، الى نقطة البداية التي لم يفقد الصلة بها أبدا، فأصبحت الكتابة لديه عبارة عن عملية فدائية داخل الأرض المحتلة، الشيء الوحيد الذي يستحق الجهد، ويتمتع بالجدوى، وقد كان يفعل ذلك بتركيز كامل، حتى أصبحت الصحافة والقصة والكتابة السياسية وكل شيء في الحياة يتلخص لديه بعملية فدائية، وقد توحد غسان الكاتب والصحافي والأديب مع العمليات الفدائية، توحدا عنيفا، حارا متوترا، لدرجة أنه دخل، في المرحلة الأخيرة، من شخصيته الغريبة، مرحلة الفدائي، من غير أن يلبس الثياب المرقطة، ومن غير أن يحمل بندقية. ولم يكن يختلف اثنان على التوحد بين غسان كنفاني وشخصية الفدائي، في السنوات الأخيرة من عمره، كان الكل يرى ذلك بوضوح، حتى إسرائيل، بل خاصة إسرائيل.
وعندما اتخذت المخابرات الإسرائيلية، في صيف عام 1972، قرارها باغتيال غسان كنفاني، كان لديها ملف كامل دقيق عن غسان كنفاني، الصحافي اللامع، والمتألق في كتابة القصة القصيرة، ولكنها مع ذلك، ولأنها تعرف معسكرات العدو العربي بدقة، كانت تتخذ قرارا باغتيال فدائي.
وهكذا، ظل غسان كنفاني يبحث عن أقصر طريق الى فلسطين في الصحافة الأدبية، والصحافة السياسية، والقصة القصيرة، والتبشير بالعمل الفدائي، ظل يفعل ذلك بصبر نافذ منذ البداية، وبتلهف الذي يتمسك بأية بارقة، يرى فيها إمكانية اختصار يوم من عمر الهجرة، وتقليص يوم من عمر العودة، على طريق هذا البحث ظل يتوهج ويغود، .حتى انفجر، ضيقا بالانتظار الذي طال
الياس سحاب




على هذه الأرض ما يستحق الحياة
لا أفهم هذه المناورات•• لا افهم السياسة، لفلسطين طريق واحد وحيد هو البندقية•
بلال والله بحوبك
  اقتباس المشاركة
قديم 10-09-2012, 12:22 AM   #32
أبو يقين

.|[ رفـحآوي أصـيل ]|.
 
الصورة الرمزية أبو يقين
Real Madrid For Ever

قوة السمعة: 452 أبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond repute

افتراضي رد: مكتبة الأديب الفلسطيني الشهيـــد // غســــان كنفاني


ذكريات عن غسان
هذه الأيام، كم نفتقدك يا غسان...
ونحن في حلبة الصراع مع قوى الغباء والتسلط، التخلف والجريمة...
من لم يعرف غسان كنفاني، في الستينيات، لكأنه لم يعرفه أبدا..
تلك الأيام، لم يكن المجال رحيبا أمامه. وكان فتيا، وناحلا، ومشفا، تملأه الأحلام والرؤى، يحاول جاهدا أن يقفز فوق المراحل، في سباق محرور مع الزمن.
في العام 1962، أقامت مجلة <<المعارف>> مسابقة للقصة، شارك فيها كتاب شباب من عدة أقطار عربية، وبلغ عدد المشاركين مئتين وخمسين قاصا. وقد كان لغسان عصا السبق فيها، ففاز بالجائزة الأولى. ونلت الثانية وحجبت الثالثة.
مع بداية العام 63 صدر له السرير رقم 12، ولي 13 قصة.
ورغم وثيق الوشائج التي كانت تربطني به، فقد تناول مجموعتي بمقال في الحرية، عدد 8 تموز 1963، تحت عنوان <<خالف تعرف أو تعرف>>. وقد تميز ذلك المقال بشيء كثير من الحدة وعدم المداراة. ولقد استطاع، في ما كتبه يومها، أن يضع يده، على مفاصل الوجع. ولم يترك شاردة أو واردة، إلا أحاط بها بثاقب رؤيته النقدية.
وأذكر يومها، أنني رددت عليه في <<المحرر>> الأسبوعية، بمقال طويل أيضا تحت عنوان: <<الصدق هو الالتزام الوحيد>>.
بعد أكثر من خمسة عشر عاما، عدت الى تينك المقالتين، فاكتشفت أن الحق كان مع غسان. هكذا بكل بساطة.. بهذا الاعتراف المتأخر، أردت أن أقول كلمتي بغسان كنفاني الناقد...
في تلك المرحلة، جمعتنا <<المحرر>> الأسبوعية، <<شلة>> غنية وطريفة. كان كل منا يكتب في أكثر من مكان، الأسبوع العربي، والحرية، وشهرزاد، و... ولكننا جميعا، كنا <<نلتم>> في المحرر، وكانت قد صدرت حديثا. وكل مكاتبها غرفتان، صالة وغرفة صاحبها.
أظن أن عددنا بلغ اثني عشر كاتبا، أذكر منهم: غسان، رفيق خوري، علي الجندي، نور سلمان، ليلى عسيران، لور غريب، ليلى بعلبكي، إبراهيم سلامة، رياض الريس، وأنا. وقد كثر النذر حول اجتماعنا، لو أخذناه بجدية أكثر، لكان منه مدرسة أدبية نادرة. وكل ما عملناه، أننا، وبعضنا كان يطلق على <<الشلة>> لقب جماعة <<النقاد الكلبيين>>، على طريقة المدرسة اليونانية المعروفة.
كنا نجتمع بما يشبه الصدفة، لنتفرق دون ناظم أو تنظيم، حين يجتمع أكثر من اثنين، في تلك الصالة العجيبة (البناية المركزية) كانت ضجتنا تصل الى الشارع. ولطالما ضايقنا دار الطليعة، والدكتور مجذوب في الجوار.
ومن خلال تلك الجلسات، كانت تمتلئ <<المحرر>> بالمقالات النقدية، التي تميزت بالحدة، والجدية، وشيء من العمق ليس بقليل. ولو طالت الرحلة، لكانت تلك الجريدة الأسبوعية قد استقطبت اهتمام الأوساط الأدبية، لا في لبنان وحسب، بل وفي الوطن العربي.
وفجأة أخذ غسان يزداد توهجا، يفرد جناحيه، وسع القضية الفلسطينية، لكأنه كان يحس بأن الزمن لن يعطيه الفرصة التي يريد ليقول كل ما عنده. والغريب أنه كان يحسب أن المرض هو الذي سيختطفه، ولم يكن يخطر له ببال، إلا لماما، إن رحلته ستكون على الشكل الذي تمت فيه.
أخذ يصدر في كل سنة كتابا أو أكثر. أذكر أننا، قبيل غيابه بعام ونيف، عددنا كتبه فكانت اثني عشر كتابا. وذلك خلال تسع سنوات، أو أقل بقليل.
هو أول من نشر وكتب في <<الحرية>>، ثم في كتاب مستقل، عن شعراء الأرض المحتلة.
وهو أول من عرفنا على محمود درويش، وسميح القاسم، وتوفيق زياد، وسواهم.
وكان أول، من أمعن في الرحلة، في أعماق <<الأدبيات الصهيونية>>، وعاد إلينا بكتابه الفذ عن أدب الصهاينة، أو الأدب في خدمة الصهيونية.
كان ما يترك لنا فرصة لنلتقط أنفاسنا، ونحن نتابعه في مسيرة نتاجه الثر. إذ كان على الواحد منا أن يكتب عن كل كتاب يصدر له. وكانت تتابع كتبه، أرض البرتقال الحزين، مسرحية الباب، رجال في الشمس، و... حتى لم يكن في مقدرونا أن نعرف أيها صدر قبل الآخر.
في مجال الصحافة، أيضا كان يصعب عليك أن تحصر نشاطاته المتعددة.
أذكر، في إحدى الليالي، أنه هتف لي في <<الديار>> اليومية، العام 1964، قائلاً: اترك كل شيء وتعال. كانت <<المحرر>> قد تحولت الى يومية، يترأس تحرير ملحقها الفلسطيني، ويمارس عمليا، نوعا من رئاسة التحرير فيها. وقد نقلت مكاتبها الى اللعازارية، الطابق السادس، كما أذكر.
جئت إليه، كانت يده تتحرك على الأوراق البيضاء، فتتطاير من تحتها، وقد امتلأت بالأفكار، والصور، والكلمات الساخنة.
<<خذ طاولة، واكتب خاطرة أدبية، بلا طق حنك>>.
وأسرعت أنفذ ما طلب. وبدقائق، ناولته إياها. وضحك.. كن من المعروف عنه، أنه أسرعنا كتابة. وقد أعجبه أنني حاولت مجاراته في سرعته.
قلت: <<يا أخي حيّرتنا. أنت في الحرية، في المحرر، ملحق فلسطين، الصياد، الأنوار، و... ربك ما بيعرف وين كمان>>.
شد على يدي ضاحكا، مشيرا بضرورة الانصراف، كي لا أعطله. وكان ثمة حزن شفيف يطوف في نسمة عينيه، لكأنه يعتذر عن تقصيره!!...
مضت على غيابه ست سنوات، وفي كل عام، حين تحين المناسبة، أجدني، حيث كنت، أكتب عنه، ودائما من الذاكرة، وأشياء شخصية. وأحيانا أكثر من كلمة أو مقال. وكلما أمسكت القلم، في ذكراه، أجد أنه ما يزال لديّ الكثير الكثير لأكتبه عنه. هكذا يكون الفنان الحق، معينا لا ينضب للناهلين في حياضه...
وإن غساناً ليشكل نوعاً من الرد الدامغ، على القائلين بعدم إمكانية تعدد المواهب، وتعدد مجالات العطاء.
في النقد، كان المؤلفون <<يعدون للعشرة>> قبل أن يصدر لواحدهم كتاب.. لأنهم يعرفون أنه سيقع بين يديه.
أما في الصحافة، فكان يكتب في السياسة، في الأدب، في الفن. فإن غاب أي محرر في الجريدة أو المجلة التي يعمل فيها. سارع الى ملء فراغه برغم كثرة مهامه، حتى ولو كان ذلك المحرر مسؤولا عن الرياضة، أو المجتمع، أو ركن التسلية والحظ.
الغريب، أنه الى جانب كل ما أسلفت، كان يجد لديه الوقت، يقرأ، يترجم، يرسم، يكتب الرواية والقصة الطويلة والقصيرة والمسرحية والشعر أحيانا.
ويسألونك، كيف تستطيع أن تكتب عن غسان في كل ذكرى تمر، وأنك دائما تجد ما تكتبه عنه.
حتى في مجال تنسيق الكتب والمكتبات، كان له مزاجه الخاص، فنه الخاص.
أذكر أننا ذهبنا نزوره <<زيارة غلاظة>> في بيته الجديد، فوق صيدلية المدينة في الحمراء. وكان قد تزوج من آني. فوجدناه قد أحضر عدة ألواح خشبية بسيطة، لا تكلف غاليا، وجعل منها مكتبة، مع أحجار القرميد الأحمر.
<<ديكور>> بسيط وجميل ولا يكلف ماديا، ولم تمض سنة، إلا وكانت شقق وبيوت الأدباء تمتلئ بذلك النوع من المكتبات.
كان يحب جلسة المقهى، حد العشق. مقهى الجلسة والحديث الأدبي والسياسي والنكتة اللاذعة. <<الأنكل سام>>، <<فيصل>>. وخاصة <<الدولتشي فيتا>>. ولكنه في أواسط الستينيات، أخذ يقلل من ارتياده لتلك الأماكن، إما بسبب انها تحولت الى نوع من التكايا الأدبية السياسية، وهو ما لم يكن يرضاه، وإما لأن مشاغله الكثيرة أخذت تصرفه عنها، خاصة بعد أن أصدر <<الهدف>>، وكثرت مسؤولياته السياسية والتنظيمية. ولكنه لم يأل جهدا، بين حين وآخر، في أن يمر علينا، ويتفقد جلساتنا، ليطمئن على <<الندامى>> ثم يغيب.
في السنوات الأخيرة، صارت لقاءاتنا به شبه نادرة. فوجئت به مرة، في العام 72، يجلس في غرفة مغلقة في <<الدستور>> يأتي ليحرر بعض المواضيع، بتواقيع عدة، ويمضي. فتحت عليه الباب برغم <<التنبيهات المشددة>> بعدم الاقتراب من تلك الغرفة وقلت ضاحكا: <<وصلت مواصيلك الى هنا>>..
وكانت بضع لحظات. اختصرنا فيها سنوات، نكاتا، وتعليقات، وتركته مستغرقا في عمله.
كانت تواقيع غسان المتعددة، وما تزال، مشكلة المشاكل. باعتقادي أن الكثير من نتاجه، لم يجمع بعد، هو شبه ضائع في <<غابة التوقيعات>> تلك، التي كان من أبرزها فارس فارس. وكان مرغما على ذلك، لضرورات أمنية أو صحافية أحيانا وأحيانا كثيرة، لأنه لا يجوز أن تصدر له في اليوم الواحد، عدة مقالات وتعليقات، في أكثر من مكان، وبتوقيع واحد.
هل أبالغ، هل يجنح بي الخيال وأنا أحكي عن الغالي غسان...
على العكس، كلما كتبت عنه أكثر، أحسست أنني مقصر أكثر. فهو عالم، عوالم متعددة الإمكانات، حافلة بالغنى، والقدرة الهائلة على العطاء، جمعت في واحد.
ولكنه غاب وهو في السادسة والثلاثين (عمر غياب اللورد بايرون، الذي كان يعتقد أن الفنان يجب أن يغيب فيه، وأن أية أمجاد بعد هذه السن، لا معنى لها، لأنه ريعان الشباب).
هل نستطيع أن نتصور، كم كان سيعطي، لو استمرت رحلته الى الخمسين أو الستين، وأية آفاق كان سيبلغ، وأية مجاهل كان سيفض أختامها؟!!
لقد اجتمع عليه داءان مزعجان، السكري والنقرس، و<<بضعة>> أدواء أخرى <<لا تستحق الذكر>>.. وكان عليه أن يأخذ نوعا من الإبر لا أفهم في الكيمياء فإنه لم يجد من يعطيه إياها، حين تزور العلة، كان مرغما أن يعطيها لنفسه، بكل ما في ذلك من مشقة وألم.
هكذا، كان المرض، سيف ديموقليطس المصلت على مسيرة نضاله الأدبي والسياسي، ولكنه، لا هو ولا الآخرون، كان يعتقد، ان الضربة ستأتيه عن طريق تلك الشحنة اللعينة، على مشارف الحازمية.
إن يغب غسان، فإن نتاجه باق، بقاء القضية التي ناضل من أجلها، وقدم حياته قربانا سخيا على مذبحها.
إنه باق بيننا أبدا، بضحكته الصافية، المطلة علينا خللا أو شالا مغيبا دامع العينين، بحجم صداقته وإخائه، بعظمة الإنسان وطفولة الفنان فيه.
سيظل غسان، القصة، تحشرج في أعماق كل من عرفه، وكلما اصطدم رفاقه في الكلمة، بحاجز جديد، بسلطة غبية غاشمة، كان هو العزاء، وكان هو النبراس والمثل والنموذج. في وقفاته، وفي صراعاته، وفي قدرته العجيبة على مقارعة قوى التسلط والغباء والشر...
وفي هذه الأيام بالذات، كم نفتقدك يا غسان، كم كنا بحاجة إليك، والنخاسون.. المجوس، يجوسون داخل أبهاء الهيكل، محاولين تمزيق عذريته، وتشويه حرمته.
ولكن لا بأس، فإن خليتنا وارتحلت، فإنه ما يزال فينا بقية من قدرة على الصراع، وسنطرد المجوس، وستنتصر دائما، الكلمة الصدق، الصراح، والتي هي كحد السيف، رقة، وعذوبة، والتماعا، واستقامة، وقدرة على إسالة دم .الأعداء
عاصم الجندي




على هذه الأرض ما يستحق الحياة
لا أفهم هذه المناورات•• لا افهم السياسة، لفلسطين طريق واحد وحيد هو البندقية•
بلال والله بحوبك
  اقتباس المشاركة
قديم 10-09-2012, 12:22 AM   #33
أبو يقين

.|[ رفـحآوي أصـيل ]|.
 
الصورة الرمزية أبو يقين
Real Madrid For Ever

قوة السمعة: 452 أبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond repute

افتراضي رد: مكتبة الأديب الفلسطيني الشهيـــد // غســــان كنفاني


إشارات سريعة حول نتاج
غسان كنفاني التشكيلي

كلفت بكتابة دراسة عن الشهيد غسان كنفاني كرسام، استكمالا للمحور الذي تنشره <<الكاتب الفلسطيني>>. وأود، في البداية، أن أشير الى أنه لم تتح لي فرصة كتابة دراسة متقدمة، بسبب ضيق الوقت. كما أود أن أصحح بأني سأكتب إشارات سريعة عن رسوم غسان، لا عن غسان رساما.
إن معظم الأدباء أو الفنانين ينتجون في مجالات فنية أخرى، إضافة الى مجالاتهم، وفي حالات نادرة يجمع البعض بين الموسيقى والشعر أو الإخراج المسرحي والكتابة، كما عند بريخت، مثلا، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه كلما كانت الأجناس الأدبية متقاربة ازدادت إمكانية الجمع بين جنسين أو أكثر.
غسان، بالإضافة لكونه روائيا وقاصا وصحافيا، عرف عنه اهتمامه بالتشكيل، فمن هو غسان التشكيلي؟
خلف غسان مجموعة لا يستهان بها من الرسوم الزيتية، والتخطيطات الملونة، والإعلانات <<بوسترز>>، والأغلفة، والرسوم التوضيحية <<موتيفات>>، واللصق <<كولاج>> والنحت.
ليس هذا فحسب بل إنه قد أبدع، فعلا، في بعض مجالات التشكيل، وخاصة تخطيطاته الملونة عن الأحصنة العربية، التي استلهم فيها روح الرقش العربي <<الأرابيسك>>، واستطاع أن يحملها مضامينها، تحدث عنها في مجالات مختلفة، فالحصان، بالنسبة لغسان، يعبر عن الجمال، الصراحة، الشجاعة، الذكاء، الحقيقة والحرية ().
وقد تكون زخارفه الأكثر أهمية بين مجمل ما أنتج، ذلك لأنه لم يكن أسيرا للتقنين، بسبب استخدامه لأقلام <<الفلوماستر>>، السهلة الاستعمال، بل استفاد من النقوش العربية الإسلامية، وصاغها بجمالية تحمل عنفوان غسان الداخلي كما في رسومه عن الأحصنة. كما أن غسان انتقل الى مدارس مختلفة في التشكيل، ولا أقول واكبها، إلا أن انتقاله يبرهن على أنه كان يسعى الى تطوير وامتلاك أدواته بالقدر المستطاع أي إنه لم يكن <<يخربش>> للتسلية فقط بل كان الرسم بالنسبة له وسيلة تعبير استطاع أن يصور من خلالها بعض شخصيات رواياته كأم سعد وغيرها مع ملاحظة تطور تقنيته بين مرحلة وأخرى فقد استخدم غسان السكين في التصوير الزيتي أكثر من الفرشاة. وهذا يضفي شيئا من العفوية والبساطة على رسومه. كما نستطيع أن نميز مراحل مختلفة في إنتاجه، فقد اهتم بالتشريح العاري، ثم انتقل من السوريالية الى الواقعية التعبيرية، إضافة الى رسوم الأحصنة، التي رسمتها يد ماهرة وعين بعيدة، حملت تراث الماضي، ومشاعر الحاضر، وحلم المستقبل، لخدمة التعبير، فجاءت، دائما بسيطة ومباشرة. أضاف غسان إضافات هامة ورائدة في الرواية والقصة الفلسطينية. ولكن رسومه كانت مجرد وسيلة للتعبير، يستكمل فيها عالمه الأدبي والفني، يعبّر من خلالها عن انفعالاته وخيالاته وأفكاره. ثم هناك علاقة بين نتاجه الأدبي وبين رسومه، وهذه المسألة، بصفة خاصة، تحتاج الى مراجعة، وتمحيص، إضافة الى ضرورة حصر ودراسة جميع أعمال الشهيد، وهو ما أتمنى أن أنجزه في فرصة لاحقة.
.
ناصر الثومي




على هذه الأرض ما يستحق الحياة
لا أفهم هذه المناورات•• لا افهم السياسة، لفلسطين طريق واحد وحيد هو البندقية•
بلال والله بحوبك
  اقتباس المشاركة
قديم 10-12-2012, 01:24 AM   #34
أبو يقين

.|[ رفـحآوي أصـيل ]|.
 
الصورة الرمزية أبو يقين
Real Madrid For Ever

قوة السمعة: 452 أبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond repute

افتراضي رد: مكتبة الأديب الفلسطيني الشهيـــد // غســــان كنفاني

سأقوم برفع كتب وروايات

الأديب الفلسطيني الشهيد // غسان كنفاني

أتمنــى أن تستمتعوا بقراءتها





على هذه الأرض ما يستحق الحياة
لا أفهم هذه المناورات•• لا افهم السياسة، لفلسطين طريق واحد وحيد هو البندقية•
بلال والله بحوبك
  اقتباس المشاركة
قديم 10-12-2012, 01:38 AM   #35
أبو يقين

.|[ رفـحآوي أصـيل ]|.
 
الصورة الرمزية أبو يقين
Real Madrid For Ever

قوة السمعة: 452 أبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond repute

افتراضي رد: مكتبة الأديب الفلسطيني الشهيـــد // غســــان كنفاني

قصص مختاره

موت سرير رقم 12

رابط مباشر

http://rooosana.ps/Down.php?d=j5jZ




على هذه الأرض ما يستحق الحياة
لا أفهم هذه المناورات•• لا افهم السياسة، لفلسطين طريق واحد وحيد هو البندقية•
بلال والله بحوبك
  اقتباس المشاركة
قديم 10-12-2012, 01:42 AM   #36
أبو يقين

.|[ رفـحآوي أصـيل ]|.
 
الصورة الرمزية أبو يقين
Real Madrid For Ever

قوة السمعة: 452 أبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond repute

افتراضي رد: مكتبة الأديب الفلسطيني الشهيـــد // غســــان كنفاني

الروايــه الرائعــه

عائد الى حيــفا

رابط مباشر

http://rooosana.ps/Down.php?d=p9Hv




على هذه الأرض ما يستحق الحياة
لا أفهم هذه المناورات•• لا افهم السياسة، لفلسطين طريق واحد وحيد هو البندقية•
بلال والله بحوبك
  اقتباس المشاركة
قديم 10-12-2012, 02:56 AM   #37
أبو يقين

.|[ رفـحآوي أصـيل ]|.
 
الصورة الرمزية أبو يقين
Real Madrid For Ever

قوة السمعة: 452 أبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond repute

افتراضي رد: مكتبة الأديب الفلسطيني الشهيـــد // غســــان كنفاني

سيتم كل يوم رفــع روايتين جديدتين :)




على هذه الأرض ما يستحق الحياة
لا أفهم هذه المناورات•• لا افهم السياسة، لفلسطين طريق واحد وحيد هو البندقية•
بلال والله بحوبك
  اقتباس المشاركة
قديم 10-12-2012, 03:13 AM   #38
أبو يقين

.|[ رفـحآوي أصـيل ]|.
 
الصورة الرمزية أبو يقين
Real Madrid For Ever

قوة السمعة: 452 أبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond repute

افتراضي رد: مكتبة الأديب الفلسطيني الشهيـــد // غســــان كنفاني

هنا أرفق لكــم صورا وتصاميما خاصــه

بالأديب الشهيد // غســـان كنفاني

















[IMG]http://rooosana.ps/Down.php?d=WuCFd[/IMG









على هذه الأرض ما يستحق الحياة
لا أفهم هذه المناورات•• لا افهم السياسة، لفلسطين طريق واحد وحيد هو البندقية•
بلال والله بحوبك
  اقتباس المشاركة
قديم 10-12-2012, 03:21 AM   #39
أبو يقين

.|[ رفـحآوي أصـيل ]|.
 
الصورة الرمزية أبو يقين
Real Madrid For Ever

قوة السمعة: 452 أبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond reputeأبو يقين has a reputation beyond repute

افتراضي رد: مكتبة الأديب الفلسطيني الشهيـــد // غســــان كنفاني



















على هذه الأرض ما يستحق الحياة
لا أفهم هذه المناورات•• لا افهم السياسة، لفلسطين طريق واحد وحيد هو البندقية•
بلال والله بحوبك
  اقتباس المشاركة
قديم 10-12-2012, 07:13 AM   #40
Maram .. ~
..{ مشـــــــــرفة عامة }..
 
الصورة الرمزية Maram .. ~
بيئولو إنّي توجيهي !

دعوآآآتكم

8/5/2012 --> 1/6/2012
LIVING WITHOUT SOUL

قوة السمعة: 509 Maram .. ~ has a reputation beyond reputeMaram .. ~ has a reputation beyond reputeMaram .. ~ has a reputation beyond reputeMaram .. ~ has a reputation beyond reputeMaram .. ~ has a reputation beyond reputeMaram .. ~ has a reputation beyond reputeMaram .. ~ has a reputation beyond reputeMaram .. ~ has a reputation beyond reputeMaram .. ~ has a reputation beyond reputeMaram .. ~ has a reputation beyond reputeMaram .. ~ has a reputation beyond repute

افتراضي رد: مكتبة الأديب الفلسطيني الشهيـــد // غســــان كنفاني

حلو كتير :) يعطيك الف عافية محمد ،،

مجهود رائع ،،


قرّبـت ..
2012-2013


  اقتباس المشاركة
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
غساان كنفاني


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:50 AM.